للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خارجة، فذهبت مثلا.

وأما ابن ملجم قاتل عليّ فإنه أتى الكوفة، فكان يكتم أمره، ولا يظهر الذي قصد له، وهو في ذلك يزور أصحابه من الخوارج فلا يطلعهم على إرادته، ثم إنه أتى قوما من تيم الرباب فرأى امرأة منهم جميلة يقال لها: قطام بنت شجنة، كان علي قتل أباها شجنة بن عدي، وأخاها الأخضر بن شجنة يوم النهروان - فهويها حتى أذهلته عن أمره فخطبها، فقالت لا أتزوجك إلا على عبد، وثلاثة آلاف درهم، وقينة، وقتل علي بن أبي طالب، فقال: أما الثلاثة الآلاف والعبد والقينة فمهر، وأما قتل علي بن أبي طالب. فما ذكرته وأنت تريديني، فقالت: بلى تلتمس غرته، فإن أصبته وسلمت شفيت نفسي ونفعك العيش معي، وإلا فما عند الله خير لك مني، فقال: والله ما جاء بي إلا قتل علي.

ولقي ابن ملجم رجلا من أشجع يقال له شبيب بن بجرة فدعاه إلى مظاهرته على قتل علي، فقال: أقتل عليا مع سابقته وقرابته برسول الله ﷺ عليه وسلم؟ فقال: إنه قتل إخواننا فنحن نقتله ببعضهم. فأجابه.

وجاء ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة أربعين، وهذا الثبت، وبعضهم يقول: جاء لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ويقال: لإحدى عشرة ليلة خلت من غيره، وذلك باطل، وكانت تلك الليلة الميعاد الذي ضربه وصاحباه في قتل علي ومعاوية وعمرو، فجلس ابن ملجم مقابل السدة التي كان علي يخرج منها، ولم يكن ينزل القصر إنما نزل في خصاص في الرحبة التي يقال لها رحبة علي، فلما خرج لصلاة الصبح وثب ابن ملجم فقال: الحكم لله يا علي لا لك فضربه على