للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما استخلف الرشيد بعد موسى الهادي أعلم ذلك فضرب عنق واضح، ودسّ الشماخ مولى المهدي وكتب له إلى إبراهيم بن الأغلب وهو عامله على إفريقية فأنفذه إلى بلاد طنجة، فادعى الشماخ الطب، فدعاه ادريس ليسأله عن وجع عرض له في أسنانه فأعطاه سنونا فيه سم كان معه، ثم هرب فطلب فلم يقدر عليه، ومات ادريس وصار مكانه ابن له يقال له ادريس أيضا.

قال الشاعر:

أتظنّ يا ادريس أنّك مفلت … كيد الخليفة أو يقيك حذار

إنّ السيوف إذا انتضاها سخطه … طالت وقصّر عندها الأعمار

وكان موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن ذا عارضة وبيان فأخذه المنصور ثم عفا عنه، وفيه يقول الشاعر:

إنك إمّا كنت جونا أترعا (١) … أخاف أن تضرهم وتنفعا

وتسلك العيس طريقا ميهعا … فردا من الأصحاب أو مشيّعا

وكان موسى آدم، وولدته أمه ولها ستون سنة، وكان موسى أحدث عينا فكره ذلك أصحاب الانضاح فقال:

يا ويحهم من هذه المسفوحة … إذا غدت أطباؤها (٢) مفتوحة

وأصبحت وجوههم مقبوحه

فقال له رجل من ولد مطيع من بني عدي بن كعب يقال له محمد بن


(١) - الجون: الأسود والأبيض، والنور والظلمة، والأسود تخالطه حمرة. وأترعه: ملأه. المعجم الوسيط.
(٢) - الطبي: حلمات الضرع. القاموس.