للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم جعل ابن زياد يرسل العشرين والثلاثين والخمسين إلى المائة غدوة وضحوة ونصف النهار وعشية من النخيلة، يمدّ بهم عمر بن سعد، وكان يكره أن يكون هلاك الحسين على يده. فلم يكن شيء أحب إليه من أن يقع الصلح.

ووضع ابن زياد المناظر على الكوفة لئلا يجوز أحد من العسكر مخافة لأن يلحق الحسين مغيثا له، ورتب المسالح حولها وجعل على حرس الكوفة والعسكر زحر بن قيس الجعفي، ورتب بينه وبين عسكر عمر بن سعد خيلا مضمرة مقدحة فكان خبر ما قبله يأتيه في كل وقت.

وهمّ عمار بن أبي سلامة الدالاني أن يفتك بعبيد الله بن زياد في عسكره بالنخيلة فلم يمكنه ذلك. فلطف حتى لحق بالحسين فقتل معه.

وقال حبيب بن مظهر للحسين: إن ههنا حيا من بني أسد أعرابا ينزلون النهرين وليس بيننا وبينهم إلا روحه، أفتأذن لي في إتيانهم ودعائهم لعل الله أن يجر بهم إليك نفعا أو يدفع عنك مكروها، فإذن له في ذلك فأتاهم فقال لهم: إني أدعوكم إلى شرف الآخرة وفضلها وجسيم ثوابها، أنا أدعوكم إلى نصر ابن بنت نبيكم فقد أصبح مظلوما، دعاه أهل الكوفة لينصروه فلما أتاهم خذلوه وعدوا عليه ليقتلوه، فخرج معهم منهم سبعون.

وأتى عمر بن سعد رجل ممن هناك يقال له جبلة بن عمرو فأخبره خبرهم، فوجه أزرق بن الحارث الصيداوي في خيل فحالوا بينهم وبين الحسين، ورجع ابن مظهر إلى الحسين فأخبره الخبر فقال: الحمد لله كثيرا.

وكان فراس بن جعدة بن هبيرة المخزومي مع الحسين وهو يرى أنه لا يخالف، فلما رأى الأمر وصعوبته هاله ذلك فأذن له الحسين في الانصراف فانصرف ليلا.