للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سرح، والطفيل بن أبي الطفيل عامر بن واثلة، وبشر بن هانئ بن قيس.

فلما يئس ابن الزبير من بيعة ابن الحنفية وأصحابه وقد فسدت عليه الكوفة، وغلب المختار بن أبي عبيد الثقفي عليها، وأخرج ابن مطيع عامله عليها، ودعت الشيعة بها لابن الحنفية ثقل عليه مكان ابن الحنفية معه، وخشي أن يتداعى الناس إلى الرضى به. فحبسه وأهل بيته ومن كان معه من أصحابه أولئك بزمزم ومنع الناس منهم، ووكل بهم الحرس، ثم بعث إليهم:

أعطي الله عهدا لئن لم تبايعوني لأضربنّ أعناقكم أو لأحرقنكم بالنار.

وكان رسوله بذلك عمرو بن عروة بن الزبير، فقال له ابن الحنفية:

قل لعمك لقد أصبحت جريئا على الدماء منتهكا للحرمة متلثلثا (١) في الفتنة.

وقال له عدة من السبعة العشر الرجل فيهم ابن مزعل: إن هذا حصرنا بحيث ترى، وخوفنا بما تعلم، و والله ما ننتظر إلا أن يقدم، وقد ظهر بالكوفة من يدعو إلى بيعتك والطلب بدماء أهل بيتك فالطف لبعثة رسل من قبلك يعلمونهم حالك وحال أهل بيتك. فقال: اختاروا منكم نفرا فاختاروا الطفيل بن أبي الطفيل عامر بن واثلة، وهو المقتول مع ابن الأشعث، ومحمد بن نشر، وأبا المعتمر وهانئ بن قيس، فأمرهم ابن الحنفية بكتمان أمرهم، وأمر لهم بأربع نجائب وأجّلهم لذهابهم ومجيئهم ستا وعشرين ليلة، فلما هدأت العيون ونام طالع الكلاب، ورمق الحرس فوجدهم نياما مستثقلين دفع إليهم كتابا منه إلى المختار بن أبي عبيد ومن قبله من الشيعة، يخبرهم فيه بحالهم وما يتخوفون من ابن الزبير، ويقول فيه:


(١) - اللثلثة: الإلحاح والإقامة. القاموس.