للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

توفي فيها فغمر (١) من شدة الوجع فلدّوه، فلما أفاق قال: من فعل هذا؟ قالوا: خشينا ان تكون بك ذات الجنب، فقال : ما كان الله ليعذبني بها، ثم قال: «لا يبقينّ في البيت أحد إلاّ التدّ غير عمي العباس» عقوبة لهم، فالتدّت ميمونة وهي صائمة (٢).

حدثني بكر بن الهيثم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال: خرج رسول الله لله ينظر إلى بعث أو يجهزه، فطلع العباس فلما رأوه قال: «هذا عم نبيكم أجود قريش كفّا وأوصلها لرحم».

حدثني الوليد بن صالح عن الواقدي عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن الثقات من آل عثمان وغيرهم، أن العباس لم يمر بعمر وعثمان وهما راكبان وهو راجل إلا نزلا حتى يجوزهما إجلالا له أو يمشيان معه حتى يبلغ منزله أو مجلسه.

حدثني يوسف بن موسى القطان، حدثني جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد قال: جاء عبد الرحمن بن صفوان، وكان صديقا للعباس، بأبيه يوم فتح مكة إلى النبي ليبايعه على الهجرة، فقال : «إنّه لا هجرة»، فقال العباس: أقسمت عليك لما بايعته، فقال بيده: «هاه، أبررت قسم عمي ولا هجرة».

حدثني أبو مسلم الأحمري المؤدّب، حدثني هشام الكلبي عن أبيه محمد بن السائب عن أبي صالح عن عدّة من الهاشميين، «أن النبي


(١) - أي أغمي عليه. النهاية لابن الأثير.
(٢) - طبقات ابن سعد ج ٢ ص ٢٣٥ - ٢٣٦.