للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وأما كثير بن العباس]

فكان فقيها صالحا حمل عنه الحديث، وكان ينزل بقريس (١) على فراسخ من المدينة، فيأتي المدينة في كل جمعة وينزل دار أبيه العباس فإذا صلى انصرف، وكتب كثير على كفنه الذي أمر أن يكفّن فيه: كثير بن العباس يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله. وولد لكثير الحسن بن كثير، درج.

وقال بعضهم: ولد له يحيى، أمّه أم كلثوم الصغرى بنت علي بن أبي طالب، فدرج.

[أما الحارث بن العباس]

وهو ابن الهذليّة، وقال بعضهم أمه أم ولد، فكان يلقب أبا عضل، وكان العباس وجد عليه فلحق بالزبير بن العوام وهو ببعض مغازيه، فانصرف به معه، فكلمه فيه فرضي عنه.

وقال هشام بن الكلبي والهيثم بن عدي: طرد العباس الحارث فأتى الشام، ثم صار إلى الزبير وهو بمصر، فلما قدم الزبير قدم به معه وأتى به العباس فلما رآه قال له: يا زبير جئتني بأبي عضل لا وصلتك رحم نحّه عني، فمات العباس وعمي الحارث بعده فقال حين عمي: كلا زعمتم أنه ليس أبي وأني لست ابنه، وقد عميت كما عمي.


(١) - في المغانم المطابة: قريس جبل قرب المدينة