للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثني الحرمازي عن العتبي عن أبيه قال: وقف علي بن عبد الله بن عباس وخالد بن يزيد بن معاوية بباب عبد الملك بن مروان فجرى بينهما قول تغالظا فيه فقال له عليّ: ما الظالم بسالم، ولا السيف عنه بنائم. قال:

وخرج اذن عبد الملك، فدعا بخالد فقال له عبد الملك: ما لي أراك كالغضبان؟ قال: لست بغضبان ولكني محجوج، قال: ومن حجّك، وبيانك بيانك ولسانك لسانك؟ قال: علي بن عبد الله، متّ بحرمة اعرفها وذكر القرابة التي لا أدفعها، وأعلمني أن عليه دينا وأن له عيالا وما للصنيعة عند مثله مترك، فأمر له عبد الملك بمائة ألف درهم، فخرج إليه خالد وهو يضحك ويقول: تخطّينا ما تكره إلى ما تحب، قد أمر لك أمير المؤمنين بمائة ألف درهم، فقال له خيرا.

حدثني أبو أيوب سليمان الرقي المؤدب، حدثني الحجاج بن الرّصافي عن أبيه قال: كان علي بن عبد الله بالشراة من أرض دمشق لازما لمسجده يصلي فيه كل يوم خمسمائة ركعة ويسجد على لوح أتى به من زمزم، وكان لا يمر به أحد يريد الشام من الحجاز أو يريد الحجاز من الشام إلا أضافه ووصله، إن كان ممن يلتمس صلته، فقيل له إن المؤونة تعظم عليك، فتمثّل قول السّلولي:

وماذا علينا ان يوافي نارنا … كريم المحيّا شاحب المتحسّر

فيخبرنا عما يريد ولو خلت … لنا القدر لم نخبر ولم نتخبّر (١)


(١) - السلولي هو العجير بن عبد الله السلولي ترجم له صاحب الأغاني ج ١٣ ص ٥٨ - ٨٣. انظر أيضا أخبار الدولة العباسية ص ١٤٢.