للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني العمري عن الهيثم بن عدي عن معن بن يزيد الهمداني، قال: كنا نتحدث أن الجعدي قتيل ابن الحارثية.

قالوا: وكان ممّا زاد أمر أبي مسلم بخراسان قوة العصبية التي وقعت بين: مضر، وربيعة، واليمن، بسبب تقديم نصر بن سيار الكناني بني تميم وتوليته إياهم، وتعصّبه على ربيعة واليمن، حتى غضب جديع بن سعيد، ويقال ابن علي الأزدي، المعروف بالكرماني، وإنّما قيل له الكرماني لأنه ولد بجيرفت من كرمان.

وقال ابن الكلبي: هو جديع بن سعيد بن قبيصة بن سراق، وكلم نصرا مرة بعد مرة، فأغلظ له حتى أمر بحبسه، وأخرجه غلام له من مجرى ماء وهو متسلخ فاجتمعت إليه اليمن وربيعة، فلم يزل نصر يحاربه، ثم انفرد بمحاربته الحارث بن سريج بن يزيد المجاشعي، فقتله الحارث، وصلبه نصر وعلق معه سمكة، يعيّره بعمان وصيد السمك، وقام عليّ بن جديع مقام أبيه فقاتله الحارث فقتل الحارث، ويقال إن الحارث قاتل جديعا فقتله جديع، ثم وثبت تميم وفيهم حاتم بن الحارث بن سريج فقتلوا جديعا والله أعلم.

وقال نصر بن سيار للحارث:

يا مدخل الذّلّ على قومه … بعدا وسحقا لك من هالك

ما كانت الأزد وأشياعها … تطمع في عمرو ولا مالك

في أبيات.

وكان تشاغل نصر فرصة لأبي مسلم فقوّى أمره حتى أظهر دعوته وكتب إلى دعاته في الكور بإظهارها.