للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالعشيّ، وبويع في يومه، ويوم الخميس، وصلى بالناس يوم الجمعة.

وحدثني ابن القتّات عن المفضّل الضبيّ قال: خطب أبو العباس بعد قيامه بأيام بين الكوفة والحيرة فقال في خطبته: «والله لأعملنّ اللين حتى لا تنفع إلا الشدّة، ولأكرمنّ الخاصّة ما أمنتهم على العامة، ولأغمدنّ سيفي إلاّ أن يسلّه الحق، ولأعطيّن حتى لا أرى للعطية موضعا، إنّ أهل بيت اللعنة كانوا عليكم عذابا، ساموكم الخسف ومنعوكم النصف، وأخذوا الجار منكم بالجار، وسلّطوا شراركم على خياركم، وقد محا الله جورهم وأزهق باطلهم، وأصلح بأهل بيت نبيّه ما أفسدوا منكم، ونحن متعهدوكم بالأعطية والصدقة والمعروف، غير مجمّرين لكم بعثا، ولا راكبين بكم خطرا».

وقال ابن القتات: خطب أبو العباس يوم ظهر فقال: «الحمد لله الذي اصطفى الاسلام دينا لنفسه، فكرّمه وشرّفه وعظّمه، واختاره لنا، وأيّده بنا وجعلنا أهله وكهفه وحصنه والقوّام به والذابيّن عنه والناصرين له، وألزمنا كلمة التقوى وجعلنا أحقّ بها وأهلها [و] (١) خصّنا برحم رسول الله Object وقرابته، ونسلنا من آبائه وأنشأنا من شجرته واشتقّنا من نبعته، وجعله من أنفسنا، فوضعنا من الاسلام وأهله بالموضع الرفيع وذكرنا في كتابه المنزل فقال: ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ (٢) ثم جعلنا ورثته وعصبته، فزعمت السبئية الضلاّل، والمروانيّة الجهّال أن غيرنا أحق بالأمر منّا، فشاهت وجوههم، بم، ولم،


(١) - زيدت الواو من العيون والحدائق ج ٣ ص ٢٠٠.
(٢) - سورة الأحزاب - الآية:٣٣.