للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالوا: واستعمل أبو العباس أبا جعفر المنصور على: الجزيرة، وأرمينية، وأذربيجان، في ذي العقدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وولى يحيى بن محمد بن علي الموصل، فقدم ابو جعفر قرقيسيا وعليها المنذر بن الزبير بن عبد الرحمن بن هبّار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى، فدعاه إلى الطاعة فأبى، فخلّف عليها مالك بن الهيثم فقتل المنذر وصلبه وذلك في سنة ثلاث وثلاثين ومائة، وفي تلك السنة ولد عبد الله بن مالك. ومضى المنصور إلى الرقة فدعاهم فلم يجيبوه، فخلف عليها موسى بن كعب ففتحها وغلب عليها، وسار المنصور في مدن الجزيرة يصالح من دخل في طاعته، ويخلّف على من التوى عليه حتى فتحها، فكان ممن صالح أهل الرها، وأهل نصبين، وأهل دارا.

قالوا: وخرج على أبي العباس، والمنصور عامله على الجزيرة، قوم من الخوارج وأميرهم بكر بن حميد الشيباني، فوجه إليهم محقن بن غزوان فهزموهم فأتى رأس عين، وبلغ ذلك أبا جعفر فوجه اليهم مقاتل بن حكيم العكّي، وأتبعه أبو جعفر من كفرتوثى، إلى بعض قرى دارا، فالتقوا فقتل محمد بن سعيد خدينة بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص، وكان مع الخوارج، وانهزمت الخوارج؛ واعتصم بكر بجبل دارا، فتوجه اليه العكي فقتله. وأمر أبو جعفر بهدم مدائن الجزيرة إلا حرّان، واستعمل على أرمينية يزيد بن أسيد بن زافر السّلمي، ثم شخص أبو جعفر في جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين ومائة إلى أرمينية فدوخّها، واستأمن إليه جماعة كانوا في قلعة الكلاب، وقفل منها سنة ست وثلاثين ومائة؛ وعزل يزيد بن أسيد، وولّى أرمينية الحسن بن قحطبة.