للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدمك»، ولم يمكث ابن هبيرة بعد ذلك إلاّ أيّاما حتى طلب الأمان وضرع إليه.

حدثني المدائني قال: قال بعض أهل خراسان لبعض الفزاريين:

ما كان أعظم رأس صاحبكم؟! فقال: أمانكم له كان أعظم.

وقال أبو الحسن: حصره أبو جعفر تسعة أشهر، ولما قتل أخرج إلى باب المضمار بواسط فصبّ النّفط على جثته وأحرق، وأمر أبو جعفر بهدم مدينة واسط، وقال: حصر ابن هبيرة وما في رأسه بيضاء، فما قتل إلا وقد شاب.

قالوا: وكان ابن هبيرة يقول حين حصر: والله لو كان أبو جعفر أعزّ من كليب وائل ما قدر عليّ، ولو كان أشجع من شبيب ما هبته. وقال المنصور لإسحاق بن مسلم العقيلي: كيف رأيت صنيعي بابن هبيرة؟ قال:

تغرير وقد سلّم الله، كنت في خرق وحولك من يطيعه ويموت دونه ويتعصب له من قيس وغيرها، فلو ثاروا لذهب الناس ولكنّ أمركم جديد والناس بين راج وهائب.

وقال هشام: خرج ابن هبيرة حين خرج إلى أبي جعفر في جماعة، فيهم جعفر بن حنظلة البهراني، فألقى له الحاجب وسادة وقال: اجلس راشدا يا أبا خالد، وقد أطاف بالحجرة عشرة آلاف من أهل خراسان، ثم أذن له فدخل على أبي جعفر فالقيت له وسادة فحدّث أبا جعفر ساعة، وكان يركب في خمسمائة فارس وثلاثمائة راجل، فقال يزيد بن حاتم:

ما ذهب سلطان ابن هبيرة بعد، إنه ليأتينا فيتضعضع له العسكر، فليت شعري ما يقول في هذا عبد الجبار وجهور بن مرّار وأشباههم؟! فقال سلاّم