للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لابن هبيرة: يقول لك الأمير لا تسر في هذه الجماعة، فلما ركب ركب في ثلاثين، فقال سلام: كأنك تريد المباهاة؟! فقال: إن أحببتم أن نمشي إليكم فعلنا، فقال: ما هذا باستخفاف ولكن أهل العسكر كرهوا هذا الجمع، فأمر الأمير بهذا نظرا لك، فكان يركب في رجلين وغلامه، وختمت خزانته وبيت ماله ودار الرزق وفيها طعام كثير، وعزم أبو العباس على قتله ووجد له كتاب إلى عبد الله بن حسن، فأمر أبو جعفر عثمان بن نهيك بقتله، فقال: ليقتله رجل من العرب، فندب له خازما، والأغلب، والهيثم بن شعبة.

قالوا: وسأل المنصور ابن هبيرة عن أدم كان قسمه، فقال: أيها الرجل توسّع توسّعا قرشيا ولا تضق ضيقا حجازيا فما مثلي يسأل عن أدم ولا يعاتب عليه، وهذا ضرب أخماس لأسداس، وقال له المنصور يوما:

يا أبا خالد حدّثنا، فقال: والله لأمحضنك النصيحة إمحاضا، ولأخلصنها لك إخلاصا، إنّ عهد الله لا ينكث وعقده لا يحلّ، وإن امارتكم حديثة، وخلافتكم بكر فأذيقوا الناس حلاوتها وجنّبوهم مرارتها، ثم نهض ونهض معه سبعمائة من القيسية، فقال المنصور: لا يعزّ ملك هذا فيه.

المدائني عن أبي عمرو القرشي قال: دخل ابن هبيرة على أبي جعفر فجعل يحدّثه وأبو جعفر مزورّ عنه، فجعل ابن هبيرة يقول: عليّ، فأقبل أيها الرجل، فلما خرج قال أبو جعفر، ألا تعجبون من ابن اللخناء وقوله لي.