للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأفخاذ من قريش - إنّ الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين وأني لا أملك لكم من الدنيا منفعة، ولا من الآخرة نصيبا إلا أن تقولوا لا إله إلا الله»، قال أبو لهب: «تبّا لك، سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟» فأنزل الله ﷿ فيه: ﴿تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ﴾ (١).

- حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون المروزي وعمرو بن محمد الناقد، قالا: ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

صعد رسول الله ذات يوم الصفا، فقال: يا صباحاه. فاجتمعت إليه قريش، فقالوا: ما لك؟ فقال: أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم، أما كنتم تصدّقونني؟ قالوا: بلى. قال: وإني ﴿نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ﴾ (٢)، فقال أبو لهب: تبّا لك، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله ﷿: ﴿تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ﴾ إلى آخرها.

- وقد روي أن أبا طالب لما مات، اجتمع بنات عبد المطلب إلى أبي لهب، فقلن له: محمد ابن أخيك؛ فلو عضدته ومنعته، كنت أولى الناس بذلك. فلقي النبي وهو عازم على معاضدته، فسأله عن عبد المطلب وغيره من آبائه، فقال: إنهم كانوا على غير هدى ولادين. فقال: تبّا لك.

فنزلت: ﴿تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ﴾.

- وروي أن أفلح بن النضر السلمي كان سادن العزى. فدخل عليه أبو لهب يعوده وقد احتضر، فقال له: يا أبا عتبة، أظنّ العزّى ستضيع بعدي. فقال أبو لهب: كلاّ، أنا أقوم عليها؛ فإن يظهر محمد - ولن يظهر - فهو ابن أخي؛ وإن تظهر العزّى - فهي الظاهرة - كنت قد اتخذت عندها


(١) - طبقات ابن سعد ج ١ ص ٢٠٠.
(٢) - سورة سبأ - الآية:٤٦.