للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لبني هاشم عندنا دم؟ فخلى سبيله، ويقال إنه كان ضربه؛ فلما خلّصا المنصور من يد سليمان بن حبيب، صار إلى عمرو بن عبيد فأقام عنده، ثم سار مستترا إلى الحميمة من أرض الشراة.

وحدثني أبو مسعود عن اسحاق بن عيسى قال: لما شخص ابو جعفر يريد عبد الله بن معاوية مرّ بالراوي (١) فقيل له: إن ها هنا منجما يقال له نوبخت، فعدل إليه وسأله عما يؤول إليه حاله في وجهه فيما بعد ذلك، فقال له نوبخت: أما أنت فسيصير إليك ملك العرب، وأما وجهك هذا فسينالك فيه مكروه، فلحق بعبد الله وكان من أمره ما كان.

حدثني عمر بن بكير عن الهيثم بن عدي وغيره، أن أبا مسلم كتب إلى أبي العباس يستأذنه في الحج، فكتب إليه: إن الجهاد أفضل من الحج، فكتب إنه لا بدّ لي من الحج فإني حججت وأنا تابع بغير مالي وعلى غير ظهري، وفي نفسي من ذلك شيء، فكتب إليه يأمره بالقدوم في ألف ويقول: إنما تسير في سلطان أهلك، وطريق مكة طريق لا يحتمل العساكر، فأما المال فلا تستكثر منه وعوّل علينا فيه؛ فأقبل في الرجال ومعه الأموال حتى نزل الري وخلف بها ثمانية آلاف فارس، وخلف الأموال، وأتى الأنبار في ألف وقال: أني لأرجو ان يموت أبو العباس فأكون مع أقوى من يأتي بعده، ثم أغلب على الأمر، ويكون لي شأن من الشأن فلا يبقى بلد إلاّ وطئته برجليّ هاتين.


(١) - كذا بالأصل ولعلها تصحيف «الزاوية» وهي موضع قرب البصرة وقرية على الدجلة بين واسط والبصرة، وقرية بالموصل معجم البلدان.