للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان مروان بن محمد أودع يزيد بن أسيد جاريتين يقال لهما سبيكة وزنبرة، فلما صار يزيد إلى المنصور استوهبهما منه فوهبهما له، وفيهما يقول إسحاق بن سماعة المعيطي في شعر له:

لعن الله أحمد بن يزي … د بن زافر حيث كانا

فضح الله أحمد بن يزي … د وكساه مذلة وهوانا

شان قيسا بخونه وأبوه … لم يزل شانيا لها خوانا

خان مروان في سبيكة لّما … زال ظلّ السلطان عن مروانا

فأتتني بأحمد من حلال … أو حرام من التّقى عريانا

يشتهي ما اشتهت سبيك … ة بالأمس وان كان في الحروب جبانا

هو دان الزبير دين غويّ … راح من سورة الهوى سكرانا

وابنه في الفعال ليس بمحم … ود اذا الفعل زيّن الفتيانا

وحدثني أبو مسعود قال: حدثني من سمع المنصور يوم مات إسحاق بن مسلم وكان موته بالهاشمية يتمثل:

كفاك عديّا موته ولربما … تغيظك أيام له وليال

وحدّثني أبو مسعود، حدثني إسحاق بن عيسى قال: ولّى المنصور عبدا له يقال له طارق ضيعة من ضياعه بالشام فاستقصى على أهلها، فقدم منهم قوم على المنصور فشكوه فقال: إنما نقمتم عليه لما اخترته له وأحمدته عليه، قالوا: انه عبد وربّما صلى بنا، قال: هو حرّ فصلوا خلفه، فقام متكلمهم فقال: بتّ بخير يا أمير المؤمنين، فضحك وكتب إلى صاحبهم بالرفق بهم.