للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدّثني الحرمازي، حدثني عبد الله بن صالح، عن شيخ له، قال:

كان زياد بن عبيد الله الحارثي، خال أبي العباس، مع خالد بن عبد الله القسري بالعراق وولي شرطنه، ثم كان مع يوسف بن عمر بعده، ومع يزيد بن عمر بن هبيرة، فلما ولي أبو العباس قال له يزيد بن عمر: والله لأضربن عنقك فقد سررت بأمر بني العباس ودولة ابن اختك، وكان معه بواسط، فلما وقع الصلح خرج حتى قدم على أبي العباس فقال له: أبطأت عني يا خال، فأخبره بقصته، ثم ولاه مكة والمدينة بعد داود بن علي، وابنه موسى بن داود، فلما توفي أبو العباس بعث إليه المنصور بعهده فغدّر (١) فيما كان يأمره به في عبد الله بن حسن وفي طلب ابنه، فعزله وأغرمه ثم ضمّه إلى المهدي حين وجهه إلى الري، فلما سار ثلاث مراحل تغدى المهدي ثم صار إلى فسطاطه فأتي بقدح فيه عسل قد خيض له فشربه ونام، فطلبه المهدي فوجد ميتا فبكى عليه وأمر فحفر له وصلى عليه ودفنه، فكان يقال انه سمّ ووجد منتفخا، وذلك باطل والثبت أنه مات فجأة.

حدثنا المدائني قال: حدّث المنصور بأن عجلان بن سهيل الباهلي سمع رجلا قال، وقد مرّ هشام بن عبد الملك: قد مرّ الأحول، فقال له:

يا بن اللخناء أتسمّي أمير المؤمنين بالنّبز، وعلاه بسوطه، ثم قال: لولا رحمتي لك لضربت عنقك، فقال المنصور: هذا والله الذي ينفع معه المحيا والممات.

وحدثني سليمان بن أبي شيخ قال: قدم ابن أنعم المحدّث على المنصور فقال له المنصور: لقد استرحت من وقوفك بباب هشام وذوي هشام،


(١) - أي قصر.