للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو محمد السّلام ويقول: إني مررت بك ولم أكن على ثقة من أن يتهيأ لي ما بعثت به إليك فيسّره الله وهيأه فاقض من ثمنه دينك واستعن بباقيه على دهرك.

ومرّ ابن المقفع برجل يقاد فقال لخصمائه: إن عزمكم أن تقتلوا هذا الرجل متعمدين لقتله، ولعله ألا يكون أراد قتل صاحبكم فخذوا مني ديته وهبوه لله، فلم يزل يطلب إليهم ويزيدهم حتى أخذوا منه ثلاث ديات وأطلقوه.

وحدثت عن عثمان البتي انه ذكر ابن المقفع فقال: اخاؤه عقده.

المدائني قال: عاد ابن المقفع شبيب بن شيبة فصادفه في دهليز فنزل إليه فإنه ليحدثه اذ جاءت جارية لبعضهم وقد ودى (١) بعضهم بغل ابن المقفع فقالت: يا أبا معمر مولاي يقريك السّلام ويقول كيف أصبح اير بغلكم؟

فقال ابن المقفع: كما ترين عافاك الله، فتسوّرت الجارية، وكانت فيه دعابة.

وكان ابن المقفع يقول: اللسان ترجمان عن القلب فذلله بأسهل اللفظ.

حدثني عبد الله بن مالك الكاتب وغيره، ان المنصور ولى سفيان بن معاوية البصرة، وكان بنو علي أمروا ابن المقفع أن يكتب لعبد الله بن علي أمانا حين أجابهم المنصور إلى أيمانه، فكان فيه: «إن عبد الله عبد الله أمير المؤمنين لم يف بما جعل لعبد الله بن علي فقد خلع نفسه والناس في حل وسعة


(١) - ودى البعير: أدلى ليضرب، أوليبول. القاموس.