للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألا إنّ خير الناس بعد نبيّهم … وبعد أمير المؤمنين بحير

وإنّي لأرجو من بحير وليدة … وذاك على الحرّ الكريم يسير (١)

فقال بحير: بل وليدة ووليدة، ولو قلت ألف دينار لأعطيتك إيّاها.

وحدّثني محمّد بن سعد عن الواقدي قال: توفّي خالد بن الوليد بن المغيرة بحمص سنة عشرين وأوصى إلى عمر بن الخطّاب وكان عبد الرحمن بن خالد يلي الصوائف فيبلي ويحسن أثره، فعظم أمره بالشام، فدسّ إليه معاوية متطبّبا يقال له ابن أثال ليقتله وجعل له خراج حمص، فسقاه شربة فمات، فاعترض خالد بن المهاجر بن خالد - ويقال خالد بن عبد الرحمن بن خالد - ابن أثال فضربه بالسيف فقتله، فرفع أمره إلى معاوية، فحبسه أيّاما وأغرمه ديته ولم يقده به.

المدائني وغيره قالوا: غزا عبد العزيز بن زرارة الكلابي الصائفة مع يزيد بن معاوية فمات وبلغ معاوية ذلك فقال لأبيه: هلك والله فتى العرب، فقال: ابني أوه، قال: ابنك، فآجرك الله، وأمر فنودي ليعزّي الناس أمير المؤمنين عن عبد العزيز بن زرارة، فقال زرارة.

فإن يكن الموت أودي به … وأصبح مخّ الكلابيّ ريرا (٢)

فكلّ فتى شارب كأسه … فإمّا صغيرا وإمّا كبيرا

المدائني قال: قال معاوية ذات يوم: إنّ الله بعث رسوله بفضل بيّن فلم يرد الدنيا ولم ترده، وكان بعده أبو بكر وعمر فلم يرداها ولم تردهما، ثمّ


(١) - ديوان أبي الأسود - ط. العراق ص ٢٤٠، البيت الثاني فقط أما البيت الأول فيختلف تماما.
(٢) - الرير: الذائب من المخ. القاموس.