للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فدفنته، وأخذ زياد امرأتين أرادتا الخروج مع الخطيم يقال لهما: أراكة، وأمّ سريع، فقتلهما، فقال رجل يعيب باهلة:

لعمري لقد أخزت أراكة قومها … وما قصدت للدّين أمّ سريع

واستعمل زياد على المسجد وباب عثمان (١) شيبان بن عبد الله السعدي صاحب مقبرة شيبان، وهو أحد بني ربيعة (٢) بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، ففتك به قوم من الشراة وهو على باب داره وقتلوا ابنا له، وكان رئيسهم عبّاد بن حصين، وذلك في سنة سبع وأربعين، وكان شيبان شديدا عليهم، فخرج إليهم بشر بن عتبة التميمي في الشرط فقاتل الخوارج فقتلهم، فقال الفرزدق:

لعمرك ما ليث بخفّان خادر … بأشجع من بشر بن عتبة مقدما

أباء بشيبان النّؤوم وقد رأى … بني فاتك هابوا الوشيج المقوّما (٣)

وبنو فاتك قومه. وكان زياد إذا أخذ رجلا من الخوارج قال: اقتلوه متّكئا كما قتل شيبان متّكئا، وكان زياد يبعث إلى الرجل من قعد الخوارج فيعطيه ويكسوه ويقول:

ما أراه منعك من إتياننا إلاّ الخلّة والرّجلة.


(١) - باب عثمان بالبصرة.
(٢) - بهامش الأصل: «زمعة».
(٣) - ديوان الفرزدق ج ٢ ص ٢٥٨.