للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما هذه الهجرة؟ فقال: إنّه ليس بيننا بحمد الله هجرة، ولكنّه مجلس لا يقضى فيه إلا حقّ أمير المؤمنين وحده.

قال: وكتب كاتب في ديوان زياد: ثلاثة دنان فقال: أخرجوا هذا الكاتب من ديوانكم وأصلحوها ثلاثة أدنّ.

وكان زياد يقول: العجب من الخوارج أنّك تجدهم من أهل البيوتات والشرف وذوي الغناء وحملة القرآن وأهل الزهد، وما أشكل عليّ أمر نظرت فيه غير أمرهم، فمن كفّ عنّي يده ولسانه كففت عنه.

قالوا: وكان زياد أوّل من أحدث ديوان خاتم وديوان زمام، وأولّ من عرّف العرفاء ونكّب المناكب (١) وحبس بالظنّة وأخذ الجار بالجار.

وحدثني عمرو بن محمّد عن أبي نعيم عن يونس عن الحسن قال: تتبّع زياد شيعة عليّ بن أبي طالب يقتلهم، فقال الحسن: اللهمّ تفرّد بموته فإنّ القتل كفّارة.

حدثني العمري عن الهيثم عن مجالد عن الشعبي أنّه قال: لم أسمع متكلّما قطّ يكثر ويطيل إلا تمنّيت أن يسكت مخافة أن يسيء، إلا زيادا فإنّه كان لا يزداد كلاما إلا ازداد إحسانا.

قال: وكان حارثة بن بدر الغداني أليفا لزياد، فأتاه وبوجهه أثر، فقال: ما هذا؟ قال: ركبت برذوني الكميت فاعترم بي فسقطت، فقال: أما والله لو ركبت الأشهب لسلمت.


(١) - المناكب: عرفاء القوم أو أعوانهم. القاموس.