للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وولّى زياد قضاء البصرة عمران بن الحصين الخزاعي من أصحاب النبيّ ﷺ.

المدائني قال: أبطأ زياد يوما بالغداء لأمر كان ناظر فيه الدهاقين، فقال سعد بن المخشّ الضبّي: الغداء أصلح الله الأمير، فقال رجل من الدهاقين: بأيّ ذنوبنا ابتلينا بهؤلاء الكلاب؟! فسمعها زياد فقال:

بجرأتك على الله وكفرك به وكذبك عليه، وقال لابن مخشّ: لا تعودنّ لمثل هذا، ثمّ دعا بالغداء فأكل وأكل معه ابن المخشّ، وكان أكولا، فقال له زياد: مالك من الولد؟ قال: تسع بنات، أنا أجمل منهنّ وهنّ آكل منّي، فقال: لقد لطفت في المسألة ففرض لهنّ فقال ابن المخشّ:

إذا كنت مرتاد السماحة والندى … فناد زيادا أو أخا لزياد

يجبك امرؤ يعطي على الحمد ماله … إذا ضنّ بالمعروف كلّ جواد

وما لي لا أثني عليك وإنّما … طريفي منكم كلّه وتلادي

المدائني، قال: لقي زيادا رجل نشأ بالأهواز فقال: أصلح الله الأمير إنّ أبينا مات، وإنّ أخونا شدّ على ميراثنا فأخذه، فقال: لا رحم الله أباك ولا حفظ أخاك، ولا أحسن الخلافة عليك، فما ضيّعت من نفسك أكثر ممّا ضاع من مالك.

المدائني عن مسلمة قال: قال زياد: جمال السلطان لين في غير إهمال، وشدّة في غير افراط.

المدائني عن مسلمة قال: قال عجلان حاجب زياد: أصبت في غداة واحدة ألفي ألف درهم وألفي سيف، أعطى زياد العطاء فأعطاني كلّ رجل نصف عطائه وسيفه.