للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأتت ابن الزبير بيعة أهل الآفاق: أتته بيعة أهل الشام ما خلا الأردنّ، ودعا له النعمان بن بشير بحمص، وزفر بن الحارث الكلابي بقنّسرين، والضحّاك بن قيس الفهري بدمشق، ودعا بالكوفة أهلها وتراضوا بعامر بن اسماعيل الجمحي (١)، ودعا له بالبصرة سلمة بن ذؤيب الرياحي وأخرجوا عبيد الله بن زياد، ودعا له بخراسان عبد الله بن خازم السلمي، وباليمن بحير بن ريسان وكان قبل عاملا ليزيد بن معاوية، وولّى ابن الزبير المدينة جابر بن الأسود بن عوف الزهري.

المدائني قال: ولّى ابن الزبير المدينة رجلا يكنى أبا قيس أو ولاّه بعض أعمالها فأساء السيرة فقال الناس: قد كان ليزيد بن معاوية أبو قيس لا يضرّ ولا ينفع، ولابن الزبير أبو قيس يضرّ و [لا] ينفع.

وقال ابن الكلبي: ولّى ابن الزبير المدينة جابر بن الأسود بن عوف فقدم حبيش بن دلجة من الشام فخرج جابر عنها إلى مكة، فبعث ابن الزبير مكانه عبيدة بن الزبير حين خرج حبيش عن المدينة يريد الربذة، فلقيه الحنتف بن السجف فقتله، ثم وجّه مصعب بن الزبير فقتل أسراء أسرهم الحنتف من أصحاب حبيش، ثم رجع إلى مكة، وعزل ابن الزبير عبيدة وولّى ابن أبي ثور حليف بني عبد مناف، فأصابت الناس في ولايته مجاعة وغلت أسعارهم، فكان يخطب فيقول: اتّقوا الله وتأسّوا بنبيّكم وانزعوا عن المعاصي فإنّه أهلك قوم صالح في ناقة قيمتها خمسمائة درهم، فسمّي مقوّم الناقة، وكان الناس يأكلون من ليل إلى ليل ما ينالون إلاّ حسى من حنطة


(١) - كذا بالأصول وهو وهم صوابه «ابن مسعود» انظر تاريخ خليفة ج ١ ص ٣٢٨.