للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما يحبّ فهجاه، فأمر عبّاد غرماءه أن يستعدوا عليه ففعلوا فباع غلاما له يقال له برد كان ربّاه وجارية له يقال لها أراكة وقضى غرماءه ثمنها وقال:

لهفي على الأمر الذي … كانت عواقبه ندامة

تركي سعيدا ذا الندى … والبيت يعمد بالدعامة

وصحبت عبد بني علا … ج تلك أشراط القيامة

وشريت بردا ليتني … من بعد برد كنت هامه

[يا] هامة تدعو الصدى … بين المشقّر واليمامة (١)

ثم هرب فكتب عبّاد الى عبيد الله اخيه بهجاء ابن المفرّغ، فألفاه الكتاب وهو عند معاوية وافدا عليه، فاستأذن معاوية في قتله فقال: لا ولكن ما دون القتل، فأتى ابن مفرّغ البصرة، فاستخفى عند المنذر بن الجارود العبدي، وكانت ابنته عند عبيد الله بن زياد، فلما قدم عبيد الله البصرة طلب يزيد بن المفرّغ وجعل يستدل عليه حتى قيل له هو عند المنذر، فبعث إلى المنذر من أتاه به والمنذر لا يعلم، فكّلمه المنذر فيه فلم يجبه ابن زياد، وأخذ ابن المفرّغ فقيّده وحبسه، ثم دعا به فحمل على جمل عود (٢)، ويقال: على حمار، وقرن به خنزيرة وسقاه مسهلا وأمر أن يطاف به في الأسواف والمحالّ وجعلت الخنزيرة تصيح من شدة وثاقها فيقول ابن المفرّغ:

ضجّت سميّة لمّا مسّها القرن


(١) - ديوان يزيد بن مفرغ ص ٢٠٩ - ٢١٤ وأضيفت (يا) في مطلع البيت الأخير اعتمادا على ما أورده محقق الديوان في الحواشي.
(٢) - العود: المسن من الإبل. القاموس.