للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

: «لقد كان الرجل ممن قبلكم يمشط بأمشاط الحديد حتى يخلص إلى مادون عظمه من لحم وعصب، ويشقّ بالمياشير، فلا يردّه ذلك عن دينه.

وأنتم تعجلون. والله، ليمضينّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله وحده، والذئب على غنمه».

- وحدثني أحمد بن هشام بن بهرام ومحمد بن حاتم، قالا: ثنا وكيع عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن خباب بن الأرتّ، قال:

كنت قينا، وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أقتضيه. فقال لي: لن أقضيك حتى تكفر بمحمد. فقلت: لن أكفر حتى تموت وتبعث.

قال: «وأني لمبعوث بعد الموت؟ فإن كان ذلك، فلسوف أقضيك إذ رجعت إلى مالي وولدي». فنزلت فيه: ﴿أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَ وَلَداً،﴾ إلى قوله: ﴿فَرْداً﴾ (١).

- وحدثني بكر بن الهيثم، ثنا عبد الله بن صالح المصري، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس بنحوه.

وقوله: «سنكتب ما يقول (٢)»، يعني ماله وولده.

- وقال الواقدي: كان خباب ممن شهد بدرا، ولم يفارق النبي ، ولما هاجر رسول الله وهاجر خباب، نزل والمقداد بن عمرو على كلثوم بن الهدم، فلم يبرحا منزله حتى توفي قبل بدر بيسير. فتحوّلا، فنزلا على سعد بن عبادة، فلم يزالا عنده حتى فتحت قريظة. وآخا رسول الله بين خباب وجبر بن عتيك بن [الحارث بن] (٣) قيس بن هيشة الأوسي. ولم يتخلف عن مشهد من مشاهد رسول الله .


(١) - سورة مريم - الآيات:٧٧ - ٨٠.
(٢) - سورة مريم - الآية:٧٩.
(٣) - زيد ما بين الحاصرتين من سيرة ابن هشام ج ١ ص ٥١٣.