للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن أشياخه قال: بايع عبد الملك أهل الشام والجزيرة، إلا زفر بن الحارث الكلابي فإنه غلب على قرقيسسياء وتحصن بها، فخرج إليه عبد الملك وخلف بعقبه عمراً الأشدق، فغلب على دمشق وأغلق أبوابها وأعطى أهلها عطايا كثيرة، فرجع عبد الملك حين أتاه الخبر، فأغلق عمرو أبواب المدينة وتحصن، فقال له عبد الملك: إنك إذا أفسدت أمر أهل بيتك، وأطمعت فيهم عدوهم، وفيما صنعت قوةٌ لابن الزبير، أرجع إلى بيعتك وطاعتك فإني اجعل لك العهد وأنفذ كل ما أعطيت من الأموال، فرضي وفتح الأبواب ودخل عبد الملك المدينة، ومع عمرو خمسمائة رجل ينزلون حيث نزل، فقال عبد الملك لحاجبه: ويحك أتستطيع إذا جاء عمرو بن سعيد أن تغلق الباب دون أصحابه؟ قال: نعم، قال: فافعل؛ وكان عمرو عظيم الكبر لا يرى لأحد عليه فضلاً ولا يلتفت إذا مشى، فلما جاء فتح له الحاجب، وأعوانه بالباب دون أصحاب عمرو، ومضى وهو لا يلتفت وهو يظن أن أصحابه قد دخلوا معه كعادتهم، فعاتبه عبد الملك طويلاً وكان قد أوصى أبا الزعيزعة صاحب شرطه أن يضرب عنقه، فكلمه عبد الملك فأغلظ له، قال لعبد الملك: أتستطيل عليّ كأنك ترى أن لك عليّ فضلاً، إن شئت نقضت العهد بيني وبينك ثم نصبت لك الحرب، فقال عبد الملك: فقد شئت، فقال عمرو: قد فعلت، ثم قال عبد الملك: يا أبا الزعيزعة شأنك به، فنظر عمرو فإذا ليس أصحابه في الدار، فسقط في يده، فدنا من عبد الملك فقال: وما يدنيك مني؟ قال: أستعطفك بما بين الرحم والقرابة، فقال لأبي الزعيزعة: إيه، فقتله أبو الزعيزعة فقال عبد الملك: ارموا برأسه إلى أصحابه، فلما رأوه