للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما أحب أن تخلط سمنك بإهالته، قال: فرحل إلى زياد وهو بالبصرة فقال: يابن أخي ما أقدمك؟ قال: لتصلني وتزوجني، قال: نعم ونعمة عينٍ، فزوجه آمنة زياد، ثم دعا كاتبه على الخراج فقال: اطلب له كورةً يعيش بها مرتفعة عن عمق السواد، متنحية عن حزونة الجبال وبردها فقال الكاتب: السوس، فولاه إياه فقال أمية: والله ما كنت أفرش إلا الخزّ، ولا أستشعر إلا به، ولا اشرب إلا السكر، ولقد عزلت عنها وما أظن أحداً يلبس إلا الخز ولا يأكل إلا السكر، ثم ولاه كور دجلة، وولاه عبد الملك خراسان ثم عزله وضم خراسان إلى الحجاج.

وحدثن عليّ بن المغيرة الأثرم عن معمر بن المثنى قال عبد الملك كانت عند عبد الله بن خالد بن أسيد أم حجر الحجبية وكانت موسرة، فضاق عبد الله ضيقاً شديداً فقال لأم حجر: إني خارج إلى معاوية فأصحبيني جاريةً تخدمني، فاصحبته جارية لها فزانية سوداء، فخرج إلى معاوية وهي معه، فوصله معاوية وأسنى له العطية، فانصرف إلى منزله وبالجارية حبلٌ، فسألتها أم حجر عن حبلها فقالت: هو من عبد الله بن خالد، فقال عبد الله: والله ما وطئتها قط، أو مثلي يطأ مثلها، وحلف على كذبها، فولدت غلاماً فسمي رشيداً فكان يخدمهم، ومات عبد الله وبلغ رشيد أربعين سنة فأعتقته أم حجر، فاكتنى أبا عثمان، وادعى أنه ابن عبد الله بن خالد.

وأمر عبد الأعلى بن أبي عثمان لخلفٍ الأقطع بشيء ولم ينفذه فقال:

أراك إذا هممت بفعل خيرٍ … هممت لدفع ذاك بأمر شرِّ

أبت لك ذاك أماتٌ ثلاثٌ … من الأحبوش هُنَّ لشرِّ نجر