للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرّ صهيب وأصحابه على مجلس من قريش، فقالوا: انظروا إلى الأرذال؛ أهؤلاء الذين منّ الله عليهم من بيننا؟ فنزلت الآية (١).

- حدثني أبو أيوب سليمان المؤدب الرقي، ثنا عبد الله بن جعفر الرقي، عن عبيد الله، عن عبد الله بن عمر بن عقيل، عن حمزة بن صهيب:

أن أباه كان يكنى أبا يحيى. فيقول إنه من العرب، ويطعم الطعام الكثير. فقال له عمر بن الخطاب Object: «يا صهيب، ما بالك تتكنى، وليس لك ولد؟ وتقول إنك من العرب وإنما تعرف بالرومي، وتطعم الطعام الكثير وذلك سرف في المال»؟ فقال صهيب: «أما الكنية، فإن رسول الله Object كناني أبا يحيى، وأما النسب فإني رجل من بني النمر بن قاسط، من أهل الموصل، ولكن الروم سبوني صغيرا بعد أن عقلت أهلي وقومي وعلمت نسبي. وأما قولك في الطعام، فإن رسول الله Object كان يقول: «خياركم من أطعم الناس، وأفشى السّلام». فذلك الذي يحملني على إطعامه.

- حدثني محمد بن سعد، ثنا الواقدي، عن معاوية بن عبد الرحمن، عن يزيد بن رومان، عن عروة، قال:

كان صهيب من المستضعفين، من المؤمنين الذين كانوا يعذبون في الله.

حدثنا عمرو بن محمد الناقد، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أنبأ علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، قال:

أقبل صهيب مهاجرا نحو المدينة، فاتبعه نفر من قريش، فنزل عن راحلته، ونثل ما في كنانته، ثم قال: «يا معشر قريش، لقد علمتم أني


(١) - انظر سورة الأنعام - الآية:٥٣.