للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتحتجن التسعة لنفسك، وأما أنت يا أمية فإني وليتك خراسان وسجستان وهما يقلسان الذهب والفضة، فبعثت إلي ببرذون حطم وحريرتين ومفتاح فيه رطل من ذهب زعمت أنه مفتاح مدينة الفيل، وما مدينة الفيل قبحها الله، فإذا استعملناكم أسأتم وقصرتم، وإذا أستعملنا غيركم قلتم: حرمنا وقطع أرحامنا وآثر علينا غيرنا، والملك لا يصلح إلا بالرجال، والرجال لا يقيمهاإلا الأموال، والأموال لا تجتمع إلا بالتوفير والأحتياط وأداء الأمانة، فقال خالد: بعثتني إلى البصرة والناس بها رجلان: رجل هواه معك، ورجل هواه لسواك، فأعطيت الذي هواه معك لأستبثت مودته وأستديم طاعته، وأعطيت الذي يهوى غيرك متألفاً لأجتر هواه وأعطف قلبه وأستنزل نصيحته، وكان أتخاذ الرجال أحب إلي وأصوب عندي من جمع الأموال، وإن الحجاج جمع الأموال وأوغر صدور الرجال، فكأني بهم أنتقضوا عليه، فأنفقت هذه الأموال وأضعافها، فلما خرج أهل العراق على الحجاج قال عبد الملك: يا خالد هذا مصداق ما قلت.

وحدثني الحسن بن عليّ الحرمازي عن أبي الحسن المدائني عن عبد الله بن مسلم قال: قال عبد الملك بن مروان: إنا لنولي الرجل فيخون ويعجز كأنه يعرض بخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فقال خالد: أما العجز فأنه لم يعجز من وطأ لك مجلسك هذا، وأما الخيانة فما طلب العمل إلا لاصطناع المعروف، وما زال الناس من لدن عثمان يصيبون من هذا المال: أنت وغيرك، فسكت عبد الملك.

وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن أبي مسكين المدني قال: باع خالد بن عبد الله ثمرة أبيه وحمل ثمنها في كمه، فلقيه أبو صخر الهذلي