للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والله ما هذا البلد بمحلة لبني غفار، فقال: أُخرجت كارهاً؛ فقال بشر بن حوشب: فحدثت بهذا الحديث سعيد بن المسيب فأنكر أن يكون عثمان أخرجه وقال: إنما خرج أبو ذر إليها راغباً في سكناها.

وقال أبو محنف: لما حضرت أبا ذر الوفاة بالربذة أقبل ركبٌ من أهل الكوفة فيهم جرير بن عبد الله البجلي، ومالك بن الحارث الأشتر النخعي، والأسود بن يزيد بن قيس بنيزيد النخعي، وعلقمة بن قيس بن يزيد عم الأسود في عدة آخرين فسألوا عنه ليسلموا عليه فوجدوه وقد توفي، فقال جرير: هذه غنيمة ساقها الله إلينا، فحنطه جرير وكفنه وصلى عليه - ويقال بل صلى عليه الأشتر - وحملوا امرأته حتى أتو بها المدينة، وكانت وفاته لأربع سنين بقيت من خلافة عثمان، وقال الواقدي: صلى عليه ابن مسعود بالربذة في آخر ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين.

وحدثنا عفان بن مسلم حدثنا معتمر بن سليمان حدثنا أيوب حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حُميد بن هلال أن رفقةً خرجوا من الوفة لحجةٍ أو عمرة فأتوا الربذة فبعثوا رجلاً يشتري لهم شاة، فأتى على خباءٍ فقال: هل عندكم جزرة؟ فقالت أم ذر: أو خير من ذلك؟ قال: وما هو؟ قالت: مات أبو ذر والناس خُلوف، وليس عنده أحد يغسله ويجنُّه وقد دعا الله أن يوفق قوماً صالحين يغسلونه ويدفنونه، فرجع الرجل فأعلمهم فأقبلوا مسارعين ومعهم الكفن والحنوط فقاموا بأمره حتى أجنوه.

وروى الواقدي عن هُشيم في إسناده أن أبا ذر رضي الله تعالى عنه مات فقالت امرأته: بينا أنا جالسة عنده وقد توفي إذ أقبل ركب فسلموا فقالوا: ما فعل أبو ذر؟ قلت: هو هذا ميت قد عجزت عن غسله ودفنه،