للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حبيب فانصرفا جميعاً. وفي حبيب يقول شريح القاضي حين بعثه معاوية في الخيل من الشام لنصر عثمان:

كل امرئٍ يدعى حبيباً ولو بدت … مروته يفدي حبيب بني فهر

أميرٌ يقود الخيل حتى كأنما … يطأن برضراض الحصى جاحم الجمر

قالوا: وبلغ عمرو بن العاص مقتل عثمان وهو بفلسطين فقال: أنا أبو عبد الله، إني حككت قرحةً أدميتها ونكأتها.

قالوا: ولما قتل عثمان قال حذيفة بن اليمان: إن عثمان استأثر فأساء الأثرة، وجزعنا فأسأنا الجزع، رأوا منه أشياء أنكروها وليرون أنكر منها فلا ينكرونها؛ وقال عمرو بن العاص: أسخط قوماً، وأرضى قوماً، وآثرهم فأنكر ذلك أهل السخط فغلبوا أهل الأثرة فقتل.

وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا وهب بن جرير بن حازم حدثنا أبي عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري قال: كن مما عابوا على عثمان أن عزل سعد بن أبي وقاص، وولى الوليد بن عقبة، وأقطع آل الحكم دوراً بناها واشترى لهم أموالاً، وأعطى مروان بن الحكم خمس إفريقية، وخص ناساً ومن بني أمية فقال له الناس: قد ولي هذا الأمر قبلك خليفتان فمنعا هذا المال أنفسهما وأهليهما، فقال: إنما صنعا ذلك احتساباً ووصلت به احتساباً، فقال له الناس إن أبا بكر استسلف من بيت المال فقضته عائشة بعد وفاته، واستسلف عمر شيئاً ضمنه عنه عبد الله وحفصة فباعوا سهامه ووفوا عنه، واستسلف من بيت المال خمسمائة ألف درهم وليس عندك لها قضاء، وقال عبد الله بن الأرقم خازن بيت المال وصاحبه: اقبض عنا مفاتيحك، فلم يفعل وجعل يستسلف ولا يرد،