للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحجاج بن غزية: والله إن تدري هذه البقرة الصيحاء ما تقول: والله لو لم يبق من أجله (١) إلا ما بين العصر إلى الليل لتربنا إلى الله بدمه؛ فقال عبد الله بن سلام: الله الله في دم هذا الرجل، فوالله مابقي من أجله إلا اليسير، فدعوه يمت على فراشه فإنكم إن قتلتموه سُل عليكم سيف الله المغمود فلم يُغمد حتى يقتل منكم خمسة وثلاثون ألفاً.

وكان الزبير وطلحة قد استوليا على الأمر، ومنع طلحة عثمان من أن يدخل عليه الماء العذب، فأرسل عليّ إلى طلحة وهو في أرض له على ميل من المدينة أن دع هذا الرجل فليشرب من مائه ومن بئره - يعني بئر رومة - ولا تقتلوه من العطش، فأبى، فقال علي: لولا أني قد آليت يوم ذي خشب أنه إن لم يُطعني لا أرد عنه أحداً لأدخلت عليه الماء.

قال: وسمعهم عثمان يقولون لنقتلنه فقال: أيريدون قتلي؟ فوالله ما يحل لهم ذلك، ولقد كنت في أول المسلمين إسلاماً، ولقد مات رسول الله ﷺ وهو عني راضٍ، ثم أبو بكر من بعده، ثم عمر، ثم أمر بكتابٍ فكتب وأمر عبد الله بن الزبير أن يقرأه على الناس، فلم يدعوه حين اطلع من الدار يقرأه حتى ترسوه بالترسة، ثم قرأه بأعلى صوته ولم ينزع حتى فرغ منه ورموه بالنبل، فكان فيما كتب به عثمان: " إني أنزع عن كل شيء أنكرتموه مني وأتوب من كل قبيح عملته، ولا آتمر ما أجمع عليه أزواج النبي ﷺ وذوو الرأي منكم، ولست أخلع قميصاً قمصنيه الله ولا أقيلكم بيعتكم.


(١) بهامش الأصل: أجلي.