للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأرسل إليها: إن لنا في وجهك حاجةً فارفقي به، فعرف فيها الإسترخاء وخمرت وجهها، ثم خطبها حين حلت للأزواج فقالت: كيف أصنع بيميني؟ فقال: لك مكان كل شيء شيئان، فتزوجها وكفر عن يمينها، فولدت له محمداً الذي يقال له الديباج. وكان جميلُ يقول لبثينة: ما رأيت عبد الله بن عمرو بن عثمان يخطر على البلاط قط إلا أخذتني الغيرة عليك خوفاً أن تريه أوتري مثله إن بعدت دارك.

وقال موسى شهواتٍ (١) يمدحه:

ليس فيما بدا لنا منك عيبُ … عابه الناس غير أنك فاني

أنت خير المتاع لو كنت تبقى … غير أن لا بقاء للإنسان

وقال فيه رجل من ولد عويم بن ساعدة (٢):

يا بن عثمان وابن خير قريشٍ … أبغني ما يقرني بقباء

ربما ربما بلني نداك وجلى … عن جبيني عجاجة الغرماء

وحدثني المدائني قال: كان الديباج نبيلاً فقال الناس: هو سمي النبي وابن سمي أبي النبي ومن ذريته ونسل الخليفة المظلوم، فعظم في أعينهم وجل أمره عند أهل الشام خاصة وهموا وأن يبايعوا له. وكان كثير التزويج كثير الطلاق فقالت له امرأة جماعة من نسائه: وإنما مثلك مثل الدنيا لا يدوم نعيمها ولا تأمن فجعاتها؛ فأخذه أمير المؤمنين المنصور مع الطالبيين أيام


(١) موسى شهوات هو موسى بن يسار مولى قريش، ترجم له صاحب الأغاني في ج ٣ ص ٣٥١، والبيتان في ص ٣٦٠.
(٢) هو السري بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن ساعدة الأنصاري. الأغاني ج ٢٠ ص ١٩٨، ٢٠٣.