للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يذهب مذهبه، فقالت: الحمد لله الذي جعل له خلفاً، سريتم والله عني. وضرب العرجي، الحد في السكر في أيام هشام بن عبد الملك.

قالوا: وكان العرجي من فتيان قريش، وكان فتيان قريش وغيرهما يفدون إليه فيفضل عليهم ويعطيهم، وغزا مع مسلمة بن عبد الملك في آخر خلافة سليمان بن عبد الملك فقال: يا معشر التجار من أراد من الغزاة المعدمين شيئاً فأعطوه إياه، فأعطوهم إياها، فأعطوهم عليه عشرين ألف دينار، فلما استخلف عمر بن عبد العزيز قال: بيت المال أولى بمال هؤلاء التجار من مال العرجي، فقضى ذلك من بيت المال.

ولم يزل العرجي فتى قريش حتى حبسه إبراهيم بن هشام إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي، وهو والي المدينة من قبل هشام بن عبد الملك، وكان العرجي هجا إبراهيم هذا فقال وقد حج بالناس:

كان العام ليس بعام حجٍ … تغيرت المواسم والشكولُ

وقد بعثوا إلى جيدا رسولاً … ليخبرها فلا رجع الرسول (١)

وجيداء أمه بعث إليها رسولاً بسلامته، وقال أيضاً:

حتى دفعت إلى جعداء جالسةٍ … قد تركت أهل بيت الله في ضيق

فلم يزل في الحبس حتى كان، وقال في حبسه:

ياليت شعري وليت الطير تخبرني … هل أدخل القبة الحمراء من أدم

أسلمني أسرتي طراً وحاشيتي … حتى كأني من عادٍ ومن إرمِ


(١) الأغاني ج ١ ص ٤٠٦.