للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكتب إليه عبد العزيز: هلاّ كتبت بأحسن من هذا، وهو قول عبد العزيز بن زرارة الكلابي:

فأصبحت قد ودّعت نجدا وأهله … وما عهد نجد عندنا بذميم

فقال بشر: صدق أبو الأصبغ رعاه الله فما عهده بذميم.

وكان بشر ليّن الولاية، سهل الحجاب، طلق الوجه كريما، وكان صاحب شراب ينادم عليه. وقال كثيّر يمدح بشرا:

أبا مروان أنت فتى قريش … وكهلهم إذا عدوّا الكهولا (١)

وقال الأخطل:

إذا أتيت أبا مروان تسأله … وجدته حاضنيه المجد والحسب

ترى إليه رفاق الناس سائلة … من كلّ أوب على أبوابه عصب

لا يبلغ الناس أقصى وادييه ولا … يعطي جواد كما يعطي ولا يهب (٢)

وقال أيضا:

إنّي دعاني إلى بشر فواضله … والخير قد علم الأقوام متّبع

يا بشر لو لم أكن منكم بمنزلة … ألقى عليّ يديه الأزلم الجذع

أنتم خيار قريش عند نسبتها … وأهل بطحائها الاثرون والفرع (٣)


(١) ديوان كثير عزة - ط. بيروت ١٩٩٣ ص ١٦٧ وفيه: «وكهلهم إذا عدّ الكهول».
(٢) ديوان الأخطل - ط. بيروت ١٩٨٦ ص ٤٢.
(٣) ديوان الأخطل ص ٢٠٤. والأزلم الجذع: الدهر الكثير البلايا.