للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قطري أنه أبو نعامة: إن ركب بنات سجاح وقاد بنات صهّال (١) وأمسي بأرض وأصبح بأخرى، وجبى المال، طال أمره فأبلغ قطريا ذلك رسول كان له بالبصرة، فنادى في عسكره: ألا لا يصحبنا إلا رجل معه بغل، فكان ذلك مما ينكر على الأحنف، وقاتل قطري عمر بن عبيد الله بن معمر بفارس، ثم أتى أصبهان، ثم الأهواز، وقتل مصعب في سنة اثنتين وسبعين والخوارج برامهرمز، والمهلب بإزائهم.

وقال الهيثم بن عدي والمدائني: برز المصعب لحرب عبد الملك، والمهلب في وجوه الخوارج وهو يحمي البصرة والأهواز منهم، وعمر بن عبيد الله بفارس، وعباد بن الحصين بالبصرة، فبلغ ذلك عبد الله بن خازم فاسترجع، وقال: أنا بخراسان، وفي إبراهيم ابن الأشتر ما سد بعض المسد وأنشد:

خذيني فجريني ضباع وأبشري … بلحم امرئ لم يشهد العام ناصره

وكان مقتل قطري في أيام الحجاج، وسأذكر ذلك في موضعه إن شاء الله.

قال: وكان الخوارج يسألون أصحاب المهلب عن ابن الزبير فيقولون إمام هدى، فلما قام عبد الملك سألوهم عنه فقالوا: إمام هدى، فقالوا لهم:

يا كفرة قلتم بالأمس قولا تقولون اليوم خلافه، لعنكم الله يا عبيد الدنيا.


(١) لم أقف لسجاح على اسم في كتب أنساب الخيل، وذكر الغندجاني في كتابه أسماء خيل العرب وأنسابها وذكر فرسانها - ط. بيروت ١٤٠٢ هـ ص ١٤٩ «الصهال - لرجل من غطفان يقال له أنيف الذئب».