للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بيعة الوليد وسليمان]

قالوا: كان مروان بايع لعبد الملك ولعبد العزيز من بعده، وولى عبد العزيز مصر، فأراد عبد الملك أن يخلع عبد العزيز ويبايع لابنه الوليد، فكتب إلى عبد العزيز: «إن رأيت أن تصير هذا الأمر لابن أخيك وولدك»، فأبى فكتب إليه يسأله أن يجعلها للوليد من بعده ويقول له: لولا أن الوليد أعز الخلق علي أمير المؤمنين لم يسألك هذا له، فكتب إليه: «إني أرى في أبي بكر بن عبد العزيز، مثل الذي ترى في الوليد». فقال عبد الملك: اللهم إنه قد قطعني فاقطعه، وكتب إليه: «احمل إلي خراج مصر»، فكتب إليه عبد العزيز: «يا أمير المؤمنين إنا قد بلغنا سنا لم يبلغها أحد من أهل بيتك، إلا كان بقاؤه بعدها قليلا، وإنا لا ندري أينا يأتيه الموت أولا، فإن رأيت أن لا تغثث علي بقية عمري فافعل»، فرق له عبد الملك وقال: لعمري لا فعلت ذاك ولا سؤت أخي، وقال لبنيه إن يرد الله أن يعطيكم إياها لا يقدر أحد من العباد على ردها عنكم، وقال لابنيه الوليد وسليمان: هل قارفتما حراما قط؟ قالا: لا والله، قال: الله أكبر وليتماها ورب الكعبة.