للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلادكم، وأباد خياركم، ثم عسكروا وأخرجت له الأسواق، وبلغ ذلك رتبيل فكتب إليه: إنه ليست أمة من الأمم أعظم في أنفسنا، ولا أحق بالإجلال والإكرام والتبجيل عندنا منكم، وقد كان من مصاب إخوانكم ما علمتم وما كان ذلك عن هوى مني، ولا إرادة وقد كنا صالحناكم على صلح فيما مضى، ولولا أن ابن أبي بكرة نقض وبدل لجرينا في أمره مجرانا في أمر غيره، ونحن نسألك أن تصالحنا وتقبل منا ما كان غيرك ممن قبلك يقبله، وأهدى إليه خاله العاقب بن سعيد، وكان ابن أبي بكرة رهنه مع ولده، ثم اتبعه جميع الرهن الذين كانوا قبله، فلم يجبه حتى أعد له القاسم بن محمد بن الأشعث أخاه، وكان ورد عليه من طبرستان في خيل عظيمة، وأمره أن يغير عليه بمكانه الذي هو به، وكان مع رتبيل رجل من بني تميم يقال له عبيد بن سبع بن أبي سبع، ويقال عبيد الله بن سبع، وكان يرى رأي الخوارج فيما يقال، وكان مقيما بسجستان في ولاية زياد بن أبي سفيان وبعد ذلك، فقال له: قد جاءك أغدر العرب وأشدهم أبهة وكبرا، فتحوّل من مكانك فإني لا آمن عليك أن يأتيك وأنت غار، فخرج من مكانه مسرعا، وورد القاسم فلم يجد إلا عجائز وشيوخا وقتلى من المسلمين فكفنهم وصلى عليهم ودفنهم ثم لم ينشب أن سار إليه في الجنود.

أبو الحسن المدائني عن أشياخه قالوا: قدم عبد الرحمن سجستان، فأقام حتى استمر الناس وأراحوا، وحضر الغزو فخرج من بابشير (١)، فعرض الناس وخطبهم، وحرضهم، ثم لما كان في أول المفازة عرضهم فلم


(١) قرية على مقدار فرسخ من مرو. معجم البلدان.