للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما لي ذنب. كنت غلاما صغيرا مع أبي وأمي لا أمر لي ولا نهي. قال: وكانت أمك مع أبيك في هذه الفتن كلها؟ قال: نعم. قال: على أبيك لعنة الله.

وروى عبد الله بن المبارك قال: كان مطرّف بن المغيرة بن شعبة مع ابن الأشعث، ثم اعتزله فأتي به الحجاج بعد ذلك فقال: يا مطرف: أكفرت؟ فقال: لم نبلغ ذلك، ولو نصرنا الحق وأهله كان خيرا لنا.

حدثنا الحرمازي، أخبرني أبو عبيدة معمر بن المثنى أنّ الهلقام بن نعيم التميمي قال للحجاج حين أدخل عليه، وقد حمله إليه يزيد بن المهلب:

لعنك الله يا حجاج إن فاتك هذا المزوني (١) وقد قدّم قومك وأخر قومه، فوقر ذلك في قلب الحجاج وقال: أتخذني ابن المهلب جزارا أجزر مضر وترك قومه اليمانية، وكان قد امسك عن حمل اليمانية، وحمل غيرهم من خراسان.

المدائني قال: لما قتل عبد الملك عبد الله بن إسحاق بن الأشعث أصابوا في ثقله جارية فقالت: أنا لنافع كاتب الحجاج استودعني قوما بالبصرة، فلما خرج الحجاج عن البصرة دلوا ابن الأشعث عليّ فأخذني فصرت إلى عبد الله بن إسحاق. فبعث بها إلى الحجاج فقال الحجاج لنافع:

هذه جاريتك وقد وطئها ابن إسحاق المنافق فلا تقربها، فأعتقها ابن نافع وعوضه الحجاج منها خمسة آلاف درهم فتتبعتها نفسه فتزوجها وأحبلها، وغضب الحجاج عليه في سر أفشاه إلى صالح بن عبد الرحمن في كتاب أقرأه إياه وفي مائة ألف درهم ارتشاها. وبلغه أن الجارية حبلى فأرسل إليه فقطع يديه ورجليه، وسأله عن كتب كانت عنده، فقال: أين تلك الكتب؟ فقال:


(١) أي يزيد بن المهلب.