للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالوا: ومضى قطري وأصحابه نحو مكران وما وراءها، فأوقع ببعض من كان بأطراف بلاد السند، ومضى بعض أصحابه إلى سجستان، وأتى عبيدة بن هلال قومس فصار بها، ومضى قطري في طريق خراسان ثم عدل يريد الإصبهبذ بطبرستان.

وبلغ الإصبهبذ ذلك فبعث إلى قطري والخوارج يسألهم عن أمرهم فقال قطري: نحن قوم أنكرنا جور سلطاننا فتنحينا عنه، ونحن قوم لا نظلم أحدا ولا نغصبه ولا ننزل عليه إلا برضاه. فأذن له الإصبهبذ في دخول بلاده، فدخل قطري طبرستان في أصحابه، فلما استقر بعث إلى الإصبهبذ يدعوه إلى الإسلام أو الجزية فقال الإصبهبذ لرسله: قولوا له أنت رجل دخلت بلادنا طريدا فآويناك وأحسنا إليك فتبعث إلي بمثل هذه الرسالة. فأرسل اليه: إنه لا يسعني في ديني غير هذا. فصار الإصبهبذ إليه ليخرجه عن بلده فأوقع به قطري وهزمه وقتل ابنه وأخوه، فخرج حتى أتى الري.

وغلب قطري على طبرستان وأتى الطبري سفيان بن الأبرد وقد وافى الري فوضع يده في يده، وحدثه بما صنع قطري وقال له: أنا أدخلك عليه في طريق مختصرة حتى توافيه وهو لا يشعر بك ففعل، فقاتل سفيان ومن معه قطريا وأعانه الإصبهبذ وأساورته، وجعل قطري يقول:

أنا أبو نعامة الشيخ الهبل … أنا الذي ولدت في أخرى الإبل.

فطعنه رجل من أهل الشام في صدغه وانهزم أصحابه، فاتبعهم أهل الشام فقتلوا منهم خلقا.