للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كنا أناسا كما كنتم فأسلمنا … دهر فأنتم كما كنا تكونونا

حثّوا المطي وأرخوا من أزمتها … قبل الممات وقضّوا ما تقضونا (١)

وقال بعضهم:

واد حرام طيره ووحشه … نحن ولاته فلا نغشّه

وابن مضاض قائم يمشه … يأخذ ما يهدي له يفشه

ونزلت حضرموت مكانها من ناحية اليمن.

وقال هشام بن الكلبي: تزوج مرتع بن معاوية بن ثور - وثور هو كندي، وإليه تنسب كندة - امرأة من حضرموت. واشترط أبوها عليه أن لا يتزوج سواها، وأن لا تلد إلا في دار قومها. فلم يف بشرطه. فتحاكموا إلى الأفعى بن الحصين الجرهمي - ويقال إنه الأفعى بن الحصين بن تميم بن رهم بن مرة بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وكانت العرب تتحاكم إليه، وثبتوا عنده الشرط الذي كان شرط. فقال الأفعى: «الشرط أملك». وهو أول من قالها. فأخذ الحضرميون الامرأة وابنها من مرتع، واسمه مالك. فقال مرتع: أما مالك، ابني، فصدف عني. فسمى الصّدف. فمن كان من ولد مالك الصدف بن مرتع، ببلاد حضرموت، فهم ينسبون إلى كندة، ومن كان بالكوفة، فهم ينسبون إلى حضرموت.

ومن الحضرميين من أهل الكوفة: وائل بن حجر من الطبقة الأولى؛ أوس بن ضمعج مات بولاية بشر بن مروان؛ أبو الزعراء عبد الله بن هانئ؛ وائل بن مهانة؛ عبيس بن عقبة، كثير بن نمير، عبد الله بن الجليل؛ عبد الله بن يحيى، سلمة بن كهيل، مات سنة اثنتين وعشرين


(١) - انظر سيرة ابن هشام - تحقيقي - ط. بيروت ١٩٩٢ ج ١ ص ٨٢ - ٨٣.