للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأعدى الأعداء. فكان يخرج في كل يوم عشرين من بني تميم فيضرب أعناقهم حتى قتل منهم ثمانين ومائة، ويقال قتل منهم خمسين ومائة، ويقال قتل عشرين ومائة. فقال حاجب بن ذبيان المازني:

رأيت المعيطيين خاضوا دماءنا … بغير دم حتى انتهى بهم الوحل

فما حمل الأقوام أثقل من دم … حرام ولا ذحل إذا اتّبع الذّحل

حقنتم دماء المصلتين عليكم … وحرّ (١) على فرسان غيرهم القتل

وقى بهم العريان فتيان قومه … فيا عجبا أين الأمانة والعدل

في أبيات.

وكان قتل يزيد في سنة اثنتين ومائة.

وقال أبو مخنف: أسر من عسكر يزيد بن المهلب ثلاثمائة رجل، فسرّح بهم مسلمة إلى محمد بن عمرو بالكوفة، وجاء كتاب يزيد بن عاتكة إلى مسلمة بقتل الأسارى، فأمر محمد بن عمرو بذلك، فقال للعريان:

أخرجهم عشرين عشرين. فقام قوم من بني تميم فقالوا: نحن انهزمنا بالناس فابدأوا بنا قبل الناس، فما هو إلا أن فرغ من قتلهم حتى جاء كتاب مسلمة بالكف عن قتلهم، فكان العريان يقول: والله ما أردتهم حتى قالوا: ابدأوا بنا.

وقال المدائني: كانت هزيمة أصحاب يزيد من قبل الوضّاحية، والوضّاح مولى عبد الملك بن مروان، كانت معه خيل مفرّدة.


(١) يقال: بالحرا أن يكون ذلك، وإنه لحري بكذا، وحر. القاموس.