للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو عبيدة: بعث يزيد الى الخيار بن سبرة بن ذؤيب بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، وهو على عمان من قبل عدي بن أرطاة، ولاه إياها بعد عامل كان له عليها، فنهاه عمر بن عبد العزيز عن توليته، والخيار لا يعلم بأمر يزيد حتى دخلت عليه رسله، وعليهم زياد بن المهلب فضربوا عنقه، وكان متحاملا على الأزد بعمان، فقال الفرزدق:

لو كنت مثلي يا خيار حزمتها … بكل علاقيّ من الميس فاتر

فقد كنت في أرض المهاري مسلّطا … على كل باد من عمان وحاضر

ترى إبلا ما لم تحرك رؤوسها … فإن حرّكت أبصرت عين الأباعر (١)

قال أبو عبيدة: وكان على السند من قبل عدي: عمرو بن مسلم، فبعث إليه يزيد بن المهلب: وداع بن حميد وهو رجل من أهل اليمن في ستة نفر ويقال في أربعة نفر فقيل له: رسل الأمير على الباب. فظنّ أنهم رسل عدي فأذن لهم، فلما قرأ الكتاب الذي مع وداع قال: أتحبون أن أعطيكم حياتي؟. وراطن غلاما له طخاريا بالطخارية أن انطلق الى بنيّ وأهل بيتي فمرهم أن يلبسوا السلاح ويسرعوا فإن هؤلاء القوم أعداء، فدخلوا البيت مصلتين، وثار وداع وأصحابه نحو عمرو فاقتتلوا، فقتل وداع ومن معه، وأمر عمرو فاحتزت رؤوسهم وألقيت في السوق.


(١) ديوان الفرزدق ج ١ ص ٢٣٧ مع فوارق.