للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أمر وزير الخارجي]

قال أبو الحسن المدائني وغيره: خرج على خالد بن عبد الله القسري وزير الخارجي، فحكّم بالكوفة في ثلاثة عشر رجلا، وخالد بالحيرة، فقتل من لقي وحرق وغلب على بيت المال، فتلقته الفرسان فقتل بعض الخوارج وأسر بعضهم وارتثّ وزير فأتي به خالد، فجعل يقرأ القرآن ويعظ خالدا حتى رقّ له واستبقاه، وأمر به فحبس فكان يخرجه من الحبس فيسامره، وبلغ ذلك هشاما فكتب إلى خالد: أتستحيي فاسقا مارقا قد قتل وحرق وفرق بيت المال فأحرقه، فلما أتاه كتاب هشام أخرجه ومن كان بقي معه من أصحابه فصبّ عليهم النفط ثم حرقوا في طنان (١) القصب وقد أشعلت فيها النيران، فلم يجزع وزير ولم يتحرك وجعل يقرأ: ﴿قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يعلمون﴾ (٢). وجزع أصحابه واضطربوا.

تمت أخبار الخوارج في أيام هشام.


(١) طنان القصب: حزم القصب. القاموس.
(٢) سورة التوبة - الآية:٨١.