للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ثم غزاة بني قينقاع (١)، من يهود، في شوال سنة اثنتين.

وكان سببها أن رسول الله ﷺ لما قدم المدينة، وادعته يهود كلها، وكتب بينه وبينها كتابا، فلما أصاب ﷺ أصحاب بدر، وقدم المدينة سالما غانما موفورا، بغت وقطعت العهد. فجمعهم رسول الله ﷺ، ثم قال:

يا معشر يهود، أسلموا فو الله إنكم لتعلمون أني نبى وإلا أوقع الله بكم أكثر مما أوقع بقريش، فقالوا: يا محمد، لا يغرّنك من لقيت، فإنما قهرت قوما أغمارا، ونحن بنو الحرب؛ ولئن قاتلتنا لتعلمن أنك لم تقاتل مثلنا، فبيناهم على بغيهم ومجاهرتهم بكفرهم إذ جاءت امرأة كانت تحت رجل من الأنصار إلى سوق بني قينقاع، فجلست عند صائغ منهم في أمر حليّ لها. فجاء رجل من بني قينقاع، فجلس من ورائها، وهي لا تشعر، فحلّ درعها إلى ظهرها، بشوكة. فلما قامت تكشفت وبدت عورتها، فضحكوا منها. فقام إليه رجل من المسلمين، فأتبعه فقتله. فتعادوا على الرجل المسلم، فقتلوه ونبذوا العهد إلى رسول الله ﷺ. فنزل فيهم: ﴿وَ إِمّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ﴾ (٢).


(١) - في هامش الأصل: قينقاع بفتح القاف وضم النون وفتحها وكسرها.
(٢) - سورة الأنفال - الآية:٥٨.