للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلغ محمد رسالة ربه وشرع شرائع دينه. ومرّ على سعد بن الربيع، وبه اثنتا عشرة جراحة، فقال له كما قال لخارجة. فرّد عليه سعد شبيها بما ردّ عليه خارجة.

ولما تحاجزوا يوم أحد، أقبل أبو سفيان بن حرب على فرس له حوّاء (١)، فأشرف في عرض الجبل ثم نادى: «أين ابن أبي كبشة؟ أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب؟ يوم بيوم بدر. ألا إنّ الأيام دول». فقام عمر رضي الله تعالى عنه: وقال: هذا رسول الله ، وهذا أبو بكر، وهذا أنا. ثم نادى أبو سفيان: موعدكم بدر الصفراء على رأس الحول، فقال رسول الله لعمر: قل نعم. ثم انصرف أبو سفيان إلى أصحابه، فركبوا الإبل ورجعوا إلى مكة، ولهم زجل.

وحدثني هدبة بن خالد وعبد الواحد بن غياث، قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عكرمة:

أن أبا سفيان قال يوم أحد: اعل هبل. فقال رسول الله لعمر بن الخطاب: «قل الله أعلى وأجلّ». فقال أبو سفيان: لنا العزّى ولا عزّى لكم. فقال رسول الله لعمر: «الله مولانا ولا مولى لكم» (٢) فقال أبو سفيان: «الحرب سجال. فيوم علينا ويوم لنا. ويوم نساء ويوم نسرّ. فلان بفلان، وفلان بفلان». فقال رسول الله لعمر: قل له: «لا سواء، قتلانا في الجنة أحياء يرزقون، وقتلاكم في النار يعذبون».


(١) - في هامش الأصل: أي أحمر يضرب إلى سواد. وفي القاموس: شفة حواء: حمراء إلى السواد، وأحوى: أسود.
(٢) - انظر سورة محمد - الآية:١١.