للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

-قالوا: وكان الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة أجرى وعامر بن عبيلة فرسين لهما، فسبق فرس عامر. فمنعه الحارث سبقته، وقضاعة يومئذ بتهامة. فقال: يآل معدّ. فلم يجبه أحد فقال: والله لو كنت من معدّ لأجابني بعضهم. فهمّ قومه بالخروج. فكره بنو معدّ أن يخرجوا عنهم، ويصيروا إلى غيرهم؛ فأعطى عامر سبقته. ثم إنّ خزيمة بن نهد بن زيد، وكان يعشق فاطمة بنت يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار، وهو القائل فيها:

إذا الجوزاء أردفت الثريا … ظننت بآل فاطمة الظنونا

ظننت بها وظنّ المرء مما … يجلّي للفتى الأمر المبينا

خرج هو ويذكر بن عنزة يطلبان القرظ، فوقعا على هوّة فيها نحل.

فقالا: هذه خير مما نطلب. فقال خزيمة، وكان بادنا: إن نزلت الهوّة، لم تقدر على رفعي؛ وأنت نحيف وأنا قوي على رفعك من الهوة.

فنزل يذكر، فجعل يجنى العسل ويناوله خزيمة. فلما فرغ، قال له:

يا يذكر، زوّجني فاطمة. فقال: ليس هذا بوقت تزويج. فتركه في البئر، وأتى قومه. فسألوه عنه. فقال: لا علم لي به. ووقع الشر بين بني معدّ وبني قضاعة. فكان أول من خرج عن معدّ من تهامة، جهينة وسعد هذيم ابنا زيد بن سود بن أسلم. فنزلا الصحراء. فسّمتها العرب صحار.

وخرجت بنو نهد عن معدّ، فنزل بعضها باليمن وبعضها الشأم.

فالذين صاروا باليمن: مالك، وخزيمة، وصباح، وزيد، وأبو سود، ومعاوية، وكعب بنو نهد. قال زهير بن جناب الكلبي يذكر تفرّق نهد:

ولم أر حيّا من معدّ تفرقوا … تفرق معزى الفزر (١) غير بني نهد


(١) - الفزر: القطيع الصغير.