حدثني محمد بن سعد، ثنا مطرف بن عبد الله، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن عمر بن محمد عن أبيه محمد بن زيد قال: اجتمع علي وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد، وكان عبد الرحمن أجرأهم على عمر فقالوا: يا عبد الرحمن، لو كلمت أمير المؤمنين للناس فإنه يأتي طالب الحاجة فتمنعه هيبته أن يكلمه حتى يرجع ولم يقض حاجته، فدخل عليه فكلمه في ذلك فقال: يا عبد الرحمن أنشدك الله: أعليّ، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعدا، وبعضهم أمروك بهذا؟ قال: اللهم نعم.
فقال: يا عبد الرحمن والله لقد لنت للناس حتى خشيت الله في اللين، ثم اشتددت عليهم حتى خفت الله في الشدة، فأين المخرج؟! فقام عبد الرحمن يبكي ويجر إزاره، ويقول بيده: أف لهم بعدك، أف لهم بعدك.
حدثني محمد بن سعد، ثنا سعيد بن منصور، ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال: كان عمر كلما صلى صلاة جلس للناس، فمن كانت له حاجة نظر فيها، فصلى صلوات لم يجلس بعدها فأتيت الباب فقلت: يا يرفأ، أبأمير المؤمنين علة من شكو؟ قال:
لا، فبينا أنا كذلك إذ جاء عثمان، فدخل يرفأ ثم خرج علينا فقال: قم يا بن عباس فدخلنا على عمر وبين يديه صبر من مال فقال: إني نظرت فلم أجد بالمدينة أكثر عشيرة منكما، فخذا هذا المال فاقسماه بين الناس، وإن فضل فضل فردّاه، قال فجثوت لركبتي فقلت: وإن كان نقصان رددت علينا؟ فقال: شنشنة أعرفها من أخزم، أين كان هذا ومحمد ﷺ وأصحابه يأكلون القدّ؟ قلت: لو فتح الله عليه لصنع غير الذي تصنع. قال:
وما كان يصنع؟ قلت: إذا لأكل وأطعمنا. قال: فنشج حتى اختلفت