للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحدث عن رسول الله ، أنه لقي زيد بن عمرو بأسفل بلدح (١) وذلك قبل النبوة، فقدم إليه رسول الله سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها، ثم قال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه.

حدثني الحسين بن علي بن الأسود العجلي، ثنا حماد بن سلمة عن مجالد عن عامر الشعبي قال: سئل النبي عن زيد بن عمرو فقال:

«يبعث يوم القيامة أمة وحده».

حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن موسى بن شبة عن خارجة عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعت سعيد بن المسيب يذكر زيد بن عمرو فيقول: توفي وقريش تبني الكعبة قبل نزول الوحي على النبي بخمس سنين، ولقد نزل به الموت وهو يقول: أنا على دين ابراهيم.

وسأل عمر بن الخطاب وسعيد بن زيد رسول الله عن زيد، فقال رسول الله : «غفر الله لزيد بن عمرو ورحمه، فإنه مات على دين إبراهيم »، فكان المسلمون يترحمون عليه ويستغفرون له، ثم قال سعيد بن المسيب: وغفر له.

وقال أبو اليقظان: قتلت النصارى زيد بن عمرو، وقال زيد:

تركت اللات والعزى جميعا … كذلك يفعل الجلد الصبور

فلا العزى أدين ولا ابنتيها … ولا صنمي بني غنم أزور


(١) انظر طبقات ابن سعد ج ١ ص ١٦١ - ١٦٢، ج ٣ ص ٣٧٩ - ٣٨١ وبلدح: واد قبل مكة من جهة المغرب. معجم البلدان.