للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ثم غزاة فتح مكة]

لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة ثمان.

وكان سببها أن رسول الله ﷺ قاضى قريشا عام الحديبية على ما قاضاهم عليه، فسمع رجل من خزاعة - وكانوا مع رسول الله ﷺ في عهده وعقده - رجلا من كنانة - وكانوا في عهد قريش وذمتها - يهجو رسول الله ﷺ. فوثب عليه وشجه، فاقتتلت خزاعة وكنانة، وأعانت قريش بني كنانة، وخرج وجوههم يقاتلون متنكرين، فقدم على رسول الله ﷺ عمرو بن سالم بن حصيرة الخزاعي في عدّة من قومه يستنفر رسول الله ﷺ ويذكره الحلف بين عبد المطلب وبينهم، فقال:

لا همّ إني ناشد محمدا … حلف أبينا وأبيه الأتلدا

إن قريشا أخلفوك الموعدا … ونقضوا ميثاقك المؤكدا

وزعموا أن لست تدعو أحدا … وهم أذلّ وأقل عددا

فانصر هداك الله نصرا أيّدا … وادع عباد الله يأتوا مددا

فحدثني عبد الواحد بن غياث، ثنا حماد بن سلمة

أن خزاعة نادوا النبي ﷺ وهو يغتسل، فقال: لبيكم. واستعدّ رسول الله ﷺ لغزو أهل مكة إذ نقضوا العهد ونكثوه. فكتب حاطب بن أبي