للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقتل ابن ضبّاء الوالبي برثن بن أبي ربيعة بن عبد بن أبي بكر بن كلاب، واطرد بنو أسد النّعم وبنو كلاب بتربة (١)، فركب كعب بن أبي ربيعة أخو برثن فاستغاث ببني كلاب واستنصرهم، فركبت بنو كلاب معه وليس فيهم من بني أبي بكر بن كلاب غير بني عبد بن أبي بكر بن كلاب فلم يلبثوا أن أدركوهم فأخذوا ابن ضباء قاتل برثن فدفعوه إلى أبي ربيعة بن عبد، ويقال دفعوه إلى ربيعة بن عمرو بن عبد فضربه حتى ظن أنه قد قتله ثم اقلع عنه وبه رمق، وولت الخيل فأفاق ابن ضباء فلحق بقومه، ثم أتى بني جعفر بن كلاب فأقام فيهم مجاورا لهم فأجاروه وقالوا له: قد نال القوم ثأرهم منك ولكنك حييت وعجزوا، فمكث سنة، ثم إن الناس حضروا تربة، فنزل بنو جعفر وعبد الله ابني كلاب أسفل من تربة، وكان في بني جعفر صهرهم مالك بن ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب، فأتاه كعب أخو برثن فسأله أن يدلّه على عورة ابن ضباء وغرّته ففعل، ويقال ان الذي دله على ذلك جدار بن عامر بن كعب بن كلاب، فانتظر كعب الفرصة من ابن ضباء حتى أمكنته وهو يلوط حوضا فطعنه فشكّ جنبه فخر في الحوض، ولحق كعب بقومه. فلما علم بنو جعفر بقتل ابن ضباء حزبوا وتجمعوا فأتاهم مالك بن ربيعة بن أبي عبد الله بن أبي بكر فقال: إنما قتل كعب ثأره وأنا أديه أربعين من الإبل، وهذا ابني قحافة رهينة بها. وبلغ عوف بن الأحوص بن جعفر خبر ابن ضباء، وكان غازيا، فرجع عوده على بدئه، فأخذ ربيعة بن كعب بن عبد بن أبي بكر، فقال مالك بن ربيعة صهر بني جعفر: يا بني جعفر معكم أسيران، أسير حرب. وأسير سلم فاختاروا أيهما شئتم فقالوا:


(١) تربة: واد بالقرب من مكة، على مسافة يومين منها. معجم البلدان.